يتميز مجتمعنا في تركيبته البشرية بفئة كبيرة من عنصرالشباب و التي تعد القوة الفعالة في تطور و ازدهار الوطن.ولهذه الفئة الحية من المجتمع احتياجات ومطالب عدة و مختلفة تستلزم تكفلا متعدد الأبعاد و الأطراف تماشيا مع التغيرات و التحولات السريعة والعميقة التي يشهدها مجتمعنا من جهة، ومن جهة أخرى فان هذه الفئة الهشة من المجتمع معرضة دوما للآفات الاجتماعية التي تؤثر على الصحة الجسدية و العقلية للشباب.
ونظرا لأهمية الموضوع و استجابة لتطلعات هذه الفئة، بادرت السلطات العمومية في وضع جهاز خاص بصحة الشباب تدريجيا في مطلع سنة 1993 و المتمثلة في العيادات الطبية (تعليمة وزارية المؤرخة في 23 جانفي 1994 المتعلقة بالعيادات الطبية) .
لكن الغموض الملاحظ فيما يخص هذه العيادات و التي مهامها الرئيسية ترتكز أساسا على الصحة الجسدية دون ذلك، وبما أن هذا المجال يتكفل به القطاع الصحي مما تلزم الأمر التفكير في إدخال بعض التغيرات و التحولات تماشيا مع مستلزمات و متطلبات الميدان، و تم إدماج هذا الفضاء في الشبكة الوطنية للشباب تحت اسم خلايا الإصغاء و وقاية صحة الشباب مما تطلب إعداد تعليمة ثانية رقم 02 المؤرخة في08 جانفي 1998 و التي أهدافها الرئيسية تدور حول المحاور التالية:
-إنشاء جهاز للاستقبال و المساعدة والدعم و المرافقة النفسية وتوجيه الشباب، إضافة إلى كل من لديه علاقة مباشرة بهذه الفئة من المجتمع ( العائلة و الأقران و المربيون و النشطاء).
-تعزيز الإصغاء و المرافقة النفسية
-القيام بعمل تربوي و تحسيسي وقائي صحي دائم في أوساط الشباب.
- الدعم والاعتماد على الإعلام و التربية و الاتصال الجواري في عملية الوقاية من الآفات الاجتماعية لا سيما اتجاه فئة الشباب الهشة.
- برمجة نشاطات الوقاية والقيام بعملية المتابعة و المراقبة في مجال الطب الرياضي و توجيه ممارسي النشاطات البدنية والرياضية الجوارية.
هذا ويضم جهاز الإصغاء 48 خلية إصغاء ووقاية صحة الشباب متواجدة على مستوى ددواوين مؤسسات الشباب و الذي دعم بإنشاء أكثر من 535 نقطة إصغاء ووقاية صحة الشباب متواجدة على مستوى مختلف المؤسسات الشبانية.
و يؤطر هذا الجهاز فرقا متعددة الاختصاصات متكونة أساسا من أطباء نفسايين و اجتماعيين و أطباء و حاملين لشهادة اللسانس في علوم الإعلام و الإتصال.
و في ما يخص النشاطات التي يقوم بها هذا الجهاز في اطار المهام المخولة له، يرتكز عموما على نشاطات ثرية ومختلفة تتمثل في:
* النشاطات اليومية: برمجة ايام و اسابيع اعلامية و محاضرات و نقاشات و لقاءات مواضعيتية وتنظيم قوافل تحسيسية و انجازو توزيع دعام اعلامية تحسيسية ( دلائل و كتيبات و مطويات وملصقات جدارية و اشرطة فيديو).
-الاستشارات النفسية: يتم من خلالها معالجة عدة مشاكل مثل:
- التسرب المدرسي
-استهلاك المخدرات
-فقدان الثقة بالنفس
-مشاكل عائلية
-مشاكل مرتبطة بسن المراهقة.
و تجدر الاشارة الى ان التكفل باحتياجات و مطالب الشباب بكل ابعادها متوقف اساسا على مدى مشاركة جميع القطاعات المعنية في حل مشاكل الشباب التي اساسا تتمثل في ادماجه اجتماعيا، و بالتالي يتم حمايته من الافات الاجتماعية مع الاعتماد على مشاركة الحركة الجمعوية في النشاطات الوقائية و التحسيس الجواري لا سيما في الاحياء المحرومة و المناطق المعزولة.